Girl/ My Dreams My Works Must Wait Till After Hell..., Chitra Ganesh&Simone Leigh, 2011, digital video.
تنفس بطيء، امرأة عارية مستلقية على جانبها، تبدو لوهلة ضعيفة جداً ومستسلمة ولكن بعد لحظات من المراقبة تشعر بقوتها وبمقاومتها للموت بإرادتها للحياة فهي صامتة تعبر عن ألمها بصمت ففي كل نفس يظهر لنا ألمها العميق، هو أعمق من أن تتحدث ومن أن تعبر عنه، هو شعورها بقلة الحيلة شعورها بالعجز عن الحياة وهي على قيد الحياة، حقيقة أنها تتمثل للأخرين بأنها جسد بلا أفكار بلا اعتقادات أو مبادئ فهم ينظرون لخارجها وهذا كل اهتمامهم وكل ما يريدون أن يحصلوا عليه منها، ويضيف هذا العزف العميق من الموسيقى التراثية لتاريخها فهي وكأي شخص أخر تنتمي وتشعر بالانتماء لهويتها المخفية ولتراثها الممحي هي تنتمي للماضي القديم ولكن في منتصف الفيديو تختفي الموسيقى ويظهر صوت مفاجئ للطبل يشبه دقات القلب القوية والثابتة ومع كل دقة هي تتنفس بقوة لم تظهرها من قبل هذا التغير المفاجئ وهذه اللحظة الحاسمة هل هي تعبر عن مقاومتها للحياة وعن تفجر القوة الداخلية الكامنة بداخلها أم ماذا ؟
قد تم تمثيل العمل الفني في غرفة مغلقة بإضاءة واحدة موجهة إلى جسد الممثلة والاستعانة بمكبرات صوتية لتضخيم صوت ضربات قلب الحقيقية للممثلة وتنفسها.
أخرج هذا العمل من الفنانة سيمون لي من مواليد ١٩٦٧م تعيش في مدينة نيويورك، وتعمل في مختلف المجالات مثل الاعلام والنحت والفن الأدائي وفن الفيديو بالإضافة إلى كونها كاتبة ومؤثرة اجتماعية، تركزت اهتماماتها على مدار العشرين عام على مواضيع محددة وهي الفن الافريقي، وحقوق النساء السود حيث عُرفت بأنها فنانة أنثوجرافية ذاتية فهي دائماً ما تعبر عن حقيقة العنصرية وتهميش النساء ذوي البشرة الملونة على مدى التاريخ، فعبّرت بنفسها عن أعمالها بأنها تركز على ذاتية الأنثى السوداء أو النسوية السوداء Black feminism.
واشتركت الفنانة بهذا العمل مع فنانة أخرى وهي شيترا غانيش، من مواليد ١٩٧٥ وهي فنانة بصرية من اصل هندي، قضت الفنانتان أعمالهم الفنية للمدافعة عمّا يؤمنون به من معتقدات فلقد قضت الفنانة سيمون لي عشرين عام من العمل بمختلف المجالات وركزت على موضوع واحد فقط وهو إرثُها الشخصي فكونها امرأة سوداء أفريقية فهي تعلم حقيقة ما عاشته النساء أمثالها في تاريخ حافل من المعاناة والظلم والتهشيم وهذا بالضبط ما جاهدت لتعبر وتدافع عنه من خلال الفن، وبالمثل أمنت الفنانة شيترا غانيش بكونها امرأة فدافعت بقوة عن قومها من النساء عن تلك التسلسلات الهرمية التي تدفع بالنساء للأسفل دائما وتحاول بشدة قمعهم عن العالم.