top of page
Jacques-Louis_David_007.jpg

Jacques Louis David, Napoleon Crossing the Alps, oil on canvas, 1801

[١]  ثورة نابليون: هي فترة مؤثرة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فرنسا مرّت بعدة مراحل استمرت من 1789 حتى 1799.

[٢] ممثل جسدي:  في الزمن القديم وقبل تواجد الكاميرات الحديثة لالتقاط الصور وتوثيقها، كان يتم جلب شخص وتمثيله بحركة معينة وثابتة واستيحاء الرسم منه.

المراجع

 

POLLITT, B. (n.d.). Jacques-Louis David, Napoleon Crossing the Alps. Retrieved from smart history: https://smarthistory.org/jacques-louis-david-napoleon-crossing-the-alps/

 

Jones, C. P. (2022). Great Paintings Explained: Napoleon Crossing the Alps by Jacques-Louis David. Retrieved from medium: https://christopherpjones.medium.com/great-paintings-explained-napoleon-crossing-the-alps-by-david-500c2e5e7348

الرسام الفرنسي جاك لويس ديفيد، أصبح ديفيد مجد العصر الإمبراطوري بأعماله التي أبدع فيها بسلسلة من اللوحات للتاريخ الكلاسيكي، فقد كان أبرز فناني المدرسة الكلاسيكية الجديدة وابتكر أسلوبه الكلاسيكي الجديد والخاص به حيث أضافت لوحاته منحنى جديد للفن في ذلك الوقت من خلال تمثيله القصصي والتاريخي في الأعمال الفنية.

تشير اللوحة إلى بزوغ فجر قرن جديد بعد عقد كامل من الإرهاب وعدم اليقين، ومن ذلك البزوغ برزت فرنسا كقوة عظيمة مرة أخرى، وقد حدث كل هذا بسبب الجنرال نابليون بونابرت حيث قد شن انتفاضته ضد الحكومة في انقلاب عام ۱۹۷۷م ونصب نفسه أمامهم في منصب القنصل الأول، وأصبح بذلك أقوى رجل في فرنسا، وفي عام ۱۸۰۰ قاد نابليون قواته وعبرَ جبال الألب في حملة عسكرية ضد النمساويين[1]، وانتهت هذه الحملة بالنصر لنابليون وهزيمته لهم في معركة أطلق عليها بإسم مارينغو.

وقد قال ديفيد عن أعماله الفنية "لا أحد يعرف ما إذا كانت صور الرجال العظماء تشبههم يكفي أن تعيش عبقريتهم هناك". وهذا ما فعله ديفيد في عمله حيث قام بجلب ممثل جسدي[2] لأخذ الأبعاد منه وتمثيله بحركة مشابهة لحركة لنابليون في مسيرته، فجلب أحد أبنائه وطلب منه لبس الزي الرسمي لنابليون والوقوف فوق سلم لتمثيل جلوس نابليون على الحصان؛ ويمكن أن يكون ذلك سبب تصوير نابليون بكونه يبدو كشاب بجسده ووجهه في العمل الفني المرسوم له، ومع ذلك لم يكن الفنان ديفيد منفصلًا تماما بلوحته عن الشكل الواقعي لنابليون وحركته فوق جبال الألب مع جيشه، فنرى نابليون فوق الجبال يقود حصانه بشجاعة، ويشير بيده التي لا يرتدي فيها قفازات نحو القمة غير المرئية، ونحو طموحه العالي للانتصار في هذه الثورة، راكبًا حصانه العربي بلونه الأبيض، مرتديًا عباءة برتقالية اللون مع الأزرق وقبعة تحمل نفس النقوش على رأسه، وينظر بنظرة ثاقبة إلى المشاهد كما لو أنه يتحداه بالنصر الأكيد في هذه الحرب، وفي الخلف وأسفل الجبل قليلًا نرى الجنود وبقية العمال من قواته الفرنسية تدفع المدفع الكبير بلباس الجيش الفرنسي، تحجبهم الصخور وذيل حصانه الضخم

*ونذكر أيضا أن ديفيد رسم هذا العمل الفني باعتباره موضع تقدير ومشهد خاص للبطل وليس موضوع للثورة بذاتها

حيث نرى نقش اسم نابليون على أسفل اللوحة يسارًا بجانب اسمي - هانبيال وشارلمان - وهم شخصيتين بارزتين في التاريخ قد قادا قواتهم أيضا فوق جبال الألب، ونقش أسمه بجانبهم يدل على رغبة الفنان بتوثيق أسم نابليون بقيادته لقواته مثلهم أيضًا ومن الممكن أن سبب نقشه على الحجر يُثبت مدى عظمة مكانة نابليون لدى الشعب في ذلك الوقت فالنقش على الحجر لا يزول ويبقى أثره على مر العصور، بالإضافة إلى توظيفه للأبعاد في اللوحة لتعزيز ما يرغب في نقله عن موضوعه من حيث الحجم وحده، فنری نابليون يهیمن هو وحصانه بيده المرفوعة وعباءته المنتفخة ورائه كما لو أنه سيخرج من اللوحة، ووظف الفنان أيضا الجبال والطبيعة بالخلفية لتأكيد تعزيز الحجم والأهمية لموضوع اللوحة نابليون. وبالرغم من ذلك وجد البعض هذا العمل الفني بأنه خالي من الحياة والواقعية الشديدة، وأنها دليل على عدم كفاءة ديفيد بالتقاطه للحركة الواقعية، ومبالغته في تضخيم حجم نابليون على اللوحة مقارنة بجنوده، كما يرى البعض بأنها ليست فنا حقيقًا، بل دعاية لنابليون قبل أن يصبح ديفيد خادمًا رسميًا له والرسام الخاص به، ولكن رغم كل ذلك أتفق الجميع بأنها من أنجح الصور الموثقة للحظة نابليون وصعوده على جبال الألب للانتصار في ثوراته

ومن الجهة الأخرى قد شعر نابليون بإطراء كبير عند رؤيته لهذا العمل الفني الخاص به وأمر بثلاث نسخ أخرى منه وأنتجت نسخة أخرى إضافية فيما بعد ليصبح لدينا خمس نسخ من هذا العمل الفني العظيم باختلافات طفيفة مثل لون الحصان والعباءة، توزعت في أنحاء أوروبا نتيجة لاتساع غزوات نابليون الأوروبية.

Screenshot 1445-07-22 at 5.08.31 PM.png
bottom of page